جان نجيم ابن قمة من قممنا العاليات،
فعاش رفعة صنين، طوال عمره:
كينبوعه كان عطاء لا يتعب،
كنسره كان لا تخيفه الأبعاد
وكفلاحه كان يفت المصاعب
وكان، كلما انحطت قضية
أو انحدر حديث،
يبدو كأنه أضاع مناضه
وقد واتاه الحظ فمات في مناخه
لم أعرف:
ان مسألة علت همته
او خطراً أضعف عزمه
أو متعة صرفته عن الواجب
لقد كان مدنياً في ثيابه العسكرية
وعسكرياً في ثيابه المدنية
فلم تهن صفة فيه لصفة
وظل إنساناً سوياً
سيف لبنان الذي أعطي له
ظل سيفاً للبنان
ولم يصبح من أشيائه
وقد يكون جان نجيم من القلة التي جلال المهمة لم تزده جلالاً
جل من أعطاه
جان نجيم كان لبنانياً من الجبل:
كالجبل كان راسخاً في عقيدته
كالجبل كان شامخاً في حمل رسالته
وكالجبل، متكأ في السماء، كان متكأ في لقضايانا السامية
كان كأنه يرى بعينيه الزرقاوين آثار دماء على صخور جبالنا، في جذور النبت، تفاحاً أكان أم قمحاً، فيتمثل الذين استشهدوا من جدودنا
ويحيا على رائحة الشهادة
وفي عبق الشهادة لا مهادنة، ولا استضعاف
قد يكون، من هنا، تطلعه، أبداً، الى أبعد من حدود مجلسه، وحدود جلاسه.
يوك التقيته، أول مرة، بعد تسلمه القيادة، كانت غبطتنا واحدة بلبنان الذي ما زال فيه مدنيان بقلبان عسكرياً.
وكانت غبطتي بما تأكد لي:
ان من لا يخاف الموت
لا يخاف المخاطر
وكسنديانة عتيقة كان في قلب العاصفة،
تلك التي تفردت فتقصف لها الغزار
جان نجيم
كان كبيراً
كبيراً في حياته
وكبيراً في مماته
فعلم اجيالنا الطالعة:
كيف تحيا الحياة
كيف تنزل الوفاة
وكيف يصنع أمواتنا أحياءنا
لتستمر الرسالة
ويبقى لبنان
عزاؤنا أنك في القمم العاليات ولدت
في القمم العاليات عشت
ومت في القمم العاليات