محام لامع، ناضل في سبيل الحق وتأييد العدالة وتحقيق المساواة وتطوير التشريع اللبناني واسترجاع بيروت مكانتها في صدارة المدائن "المرضعة للحقوق".
صحافي وأديب محاضر حدد معالم الشخصية اللبنانية عبر كل مراحل التاريخ وفي تطلعاتها المستقبلية. أطلّ يوميًا في مقالاته الصحافية وفي خطاباته على مختلف المنابر، فاستلذّ الجميع ببلاغته الأخاذة وبيانه الذي يسحر الألباب.
سياسي من طراز رفيع، تعاطى السياسة كرسالة، وبرز بجرأته على المنابر وتحت قبة البرلمان في أحلك الظروف وأصعبها وأدقها، مكرّسًا كل طاقاته لصون سيادة لبنان وتحرير أرضه وحماية خصوصيته ورسالته وتأييد الرأي الوطني.
رجل المواقف التي تنم عن سعة في العلم والمعرفة والسياسة.
ولد في كفرشيما، قضاء بعبدا 3 آيار 1913. تزامنت ولادته مع الحرب العالمية الأولى التي اندلعت بعد شهرين، فعايش المجاعة وهو طفل، وعاين الموت يجتاح محيط مسقط رأسه شأن كل لبنان.
تأثر بوالده، وكان ملاكًا كبيرًا يمتلك أراضي شاسعة، وكان ذا قلب كبير يحن على الجائعين والبؤساء، لم يقفل طيلة الحرب باب طاحونته بوجه من ضربه الجوع.
على مبدأ الكرم والاهتمام بالشأن الاجتماعي والإنساني تربى.
كان هاجس والديه أن تبقى العائلة متماسكة وأبناؤهما أحياء. فاستمراريتهم في الحياة كانت أمنيتهما الأولى.
تلقى دراسته الابتدائية في مدرسة الخوري أنطون في تحويطة الغدير في برج البراجنة، بعدها انتقل إلى مدرسة الآباء اليسوعيين (جامعة القديس يوسف في بيروت). وظل فيها حتى تخرج من معهد الحقوق الفرنسي السنة 1933 حائزًا بكالوريوس في القانون الدولي.
درس على يد كبار الأدباء والمفكرين والباحثين المعروفين في تلك المرحلة ومنهم الآباء فوانيون ومارتان وبرجي ويوسف فارس والأساتذة أبي نادر وباخوس وفؤاد افرام البستاني، وتعرّف إلى زملاء له قاموا بدور محوري في مستقبل لبنان منهم تقي الدين الصلح والأمير عبد العزيز شهاب.
نشط في السياسية منذ فتوته. بعد المدرسة قاد حركات احتجاجية محقّة عدة، وقد ألقي القبض عليه مرّة مع بعض رفاقه ثم أطلق سراحهم.
إدوار حنين المحامي
تدرّج بالمحاماة في مكتب الأستاذ كميل شمعون ثم في مكتب الأستاذ فؤاد الخوري (أصبح نقيبًا للمحامين في وقت لاحق ونائبًا ووزيرًا للعدل). ثم افتتح مكتبه المستقل في شارع اللنبي – ملك صعب، وقد جاور بمكتبه مكتب العميد ريمون إده.
إدوار حنين الصحافي
إلى المحاماة، لم ينقطع عن ممارسة الصحافة لميل له في الكتابة إلى جانب الدفاع عن الحق.
المقال الاول الذي حرره تناول فيه القضاء بعنوان "ساعدوا القاضي على أن يتحرر" ونشر في جريدة "المعرض".
كان يملأ الصحافة اليومية والدورية، مقالات سياسية أو أدبية. وقلمه لم يرهبه القصف مهما عنف.
بدأ يعمل في الصحافة اليومية، السنة 1947، فتنقل من "البشير" إلى "البيرق" و"الشرقية" فـ"ألاحرار" فـ "الجريدة".
تميز مروره في جريدة "البشير" بحملته ضد الجنرال سبيرس، وفي "الأحرار" ضد وزارة التموين وفي "البيرق" بالحملة ضد قانون الانتخاب الذي أصدره المغفور له الشيخ بشارة الخوري.
"من يوم إلى يوم" ترويسة يومية من توقيعه. و"مشاهدات وانطباعات" مجموعة مقالات في أدب الرحلة هي بين أجمل ما كتب باللغة العربية في هذا النوع من الادب. ولم يسبقه في هذا الميدان سوى ابن بطوطة، من القدماء، وأمين الريحاني من النهضويين.
حمل إلى "الجريدة" مقاله اليومي موقعا تحت اسم "بو ابراهيم" بعد كتابات عديدة في "الأحرار" وفي معظم الصحف اللبنانية.