إدوار حنين يكتب عن ميلانو
ميلانو مدينة الصناعة والأناقة والرخام الأبيض
كاتدرائية "ديومو" جبل من الرخام وعالم من التماثيل
في ميلانو تألق ليونار دي فنتشي وشنق موسوليني
لو نفخ الله الحياة في الأنصاب والتماثيل التي في ميلانو لضاقت بها المدينة
أخي رشدي،
ميلانو مدينة كأحسن ما تكون المدائن.
وجه صبوح وقلب رحب ونظام
سهل ميلانو يعلو 112 مترًا عن سطح البحر وتنبسط عند أقدامها سهول أخصب ما في السهول وأكثرها خضرة.
ميلانو مفرق طرق داخلية ودولية
تتوزع منها الأوتوسترادات والخطوط الحديدة إلى جميع أنحاء إيطاليا
وتهب منها الطائرات إلى جميع أنحاءا لعالم.
تجمعت فيها معظم الصناعات الإيطالية الصقيلة،
لا يزاحمها في ذلك غير تورنتو.
وهي مدينة المال والأعمال.
إنها تشغل لذلك مركزًا مرموقًا في العالم.
شعبها نشيط مقدام وتجارها مجنحون كبعض الذين نعرف من تجار بيروت.
وهي مدينة الرخام والحجر المقصوب على جميع انواعه حتى أن الميلانيين فرشوا البلاط قطعًا منسجمة كبيرة في ساحات مدينتهم وشوارعهها القليل من شوارع ميلانو لا يحمل طابع القديم.
لا كثافة فيها على نحو ما في جنوى وفلورنسا. فكأن أبناءه أعدوها منذ أن تصورت في خواطرهم لتكون مرتعًا للملايين.
بيد أن أحياءها الجديدة فعلى انفراج يتطلع إلى مائة سنة مقبلة إن لم يصر الاستغناء عن الشوارع بانتقال حركة التجول في مدجائن الأعمال غلى تحت الأرض او إلى فوق البنايات.
الحدائق وإن قليلة في الميدنة القديمة فهي كثيرة ومديدة في المدينة الحديثة
بيد ان الأشجار تكاد تعم جميع الشوارع
على أنها ليست بالوفرة المعروفة في باريس حيث يدلك المرشدون كفرجة من الفرج إلى شارع الأوبرا الذي حرم وحده من العمار كرمى لعين الهندسة فتظهر خطوطها الأنيقة ولا عميق.
شامخات البناء بدأت تذر قرنها في ميلانو تطل عليك بالعشرات.
وعشرات أخرى تتهيأ للولادة
لكنها جميعها ما زالت دون شامخة جنوى التي تجاوزت المائة والخمسة والعشرين مترًا في 26 طابقًا
وإن شامخات ميلانو تخر ساجدة على كل حال امام شموخ كاتدرائيتها الفريدة
غير أن واحدة من هذه الشامخات تستحق ان تذكر لما فيها من الدلالة على طباع الميلانيين
إن صاحب هذ الشامخة
وقد زرعها استثناء في قلب المدينة القديمة
ما غن علا عشرين طابقًا حتى زينت له الحياة ان يخرج على ظهر الطابق العشرين بشروفات مدعمة بالإسمنت المسلح فيجعلها متكأ لسعة في الطوابق العليا
بحيث يصبح رأس هذه الناطحات اوسع من جسمها وقوائمها
فصارت بيوت فوق بيوت
وبيوت الشامخة العلوية مطلة على بيوت المجاورين
ثلاثة بدونها لا تكون ميلانو:
ديومو، المقابر
والعشاء السري
ثلاثة بدونها ميلانو لا تكون:
تكون المدينة الواسعة الحلوة الصبوح، مدينة الصناعة والاناقة والرخام
ولكنها لا تكون ميلانو:
1 – كاتدرائية ديومو
2 – مقابر المدينة
3 – العشاءا لسري لديفنتشي
جبل الرخام وعالم من التماثيل
اما كاتدرائية ديومو فجبل من الرخام الابيض وعالم يضج بالتماثيل
إنها أكبر بنا مرمري في العالم وأشهر إحدى ثلاث أضخم كاتدرائيات العالم المسيحي
إنها تحفة فن وجلد وإيمان وعجيبة الدنيا الثامنة كما يحب ان يعتقد الميلانيون.
بوشر بناؤها على يد الفنان الكبير سيمون دو أورستيفو في السادس من تشرين الثاني 1286.
ثم استمر العمل فيها على يد المئات من عظماء الهندسة والنحت والحفر والتصوير حتى قاربت أن تنتهي في اواخر القرن السابق
وإن اعمال التكميل ما زالت مستمرة فيها إلى يومنا الحاضر.
اما تمويل هذا العمل الجبار فقد كان الشعب على أساسه
فما أن ساتقر رأي الميلانيين على ان تكون لهم كاتدرائيتهم اسوة بابناء روما وفلورنسا
حتى هب التجار والمزارعون والنجارون والحدادون والحياكون والفرانون والبحارون والأطباء والكيمائيون ومن إليهم يهمون في اعمال الحفر والتأسيس بعمل أيديهم على طريقة العونة عندنا فيلبنان
أو بتقديم ما يستطيعون من المساعدات الأخرى
حتى ان أسقف المدينة نزل إلى الساح يعمل بيده
مساعدًا في ذلك أبناء الرعية
ثم انطلقت أجواء الصبايا في انحاء المدينة وفي خارج المدينة يرتدين ثيابهن البيض
ناشدات مزغردات
تتقدمهن موسيقى الجند
يطلبن مساعدة المحسنين في بناء كنيستهم.
هكذا كانت الانطلاقة الأولى
التي ظلت تتماوج اصداؤها قرونًا متوالية ولا تزال...
طول بناءا لكنيسة من الشرق إلىالغرب 158 مترًا
عرضها 88 مترًا
عرض خرجانها الخمس 58 مترًا
علوها 108 أمار
مساحة ارض البناء 11200 مترًا
مساحة المكان المعد للمؤمنين 8000 متر
عدد ادراجها الداخلية 28 درجًا
الادراج التي تقود إلى السطح مؤلفة من 158 درجة
والتي تقود إلى القباب الواطئة 261 درجة
والتي تقود إلى ظهر القبة الكبرى 500 درجة
عدد شبابيكها 169 شباكًا بزجاجها النادر
عدد تماثيلها الخارجية 2500 تمثال
والداخلية 800 تمثال.
فيما عدا الملائكة والاطفال والطيور والأسماك والاعشاب والازهار ومنائر التماثيل وقواعدها والزخارف جميعًا
تضاف إلى كل ذلك غابة من الأعمدة في الداخل
ومن المسلات من كل حجم من الخارج
ومجموعة رائعة من عشرات المذابح والبوابات المنقوشة بالبرونز نقشًا يخلق فيها عالمًا جديدًا.
جميعها من الرخام الأبيض
وليس غير الرخام الابيض
حتى ان سطح الكاتدرائية ممدود بالرخام المنحوت الأبيض رصفًا محكمًا على نحو ما رصفوا به بعض شوارعهم.
يا أخي رشدي،
تأمل معي هذه الطائفة من التماثيل لو نفحت فيها الحياة وأعطي لها أن تمشي
فهل تتسع لها قرية كقريتي الساحلية؟
ويا اخي رشدي،
ليس هذا ادهش ما في كاتدرائية ديومو
بل أدهش ما فيها انها صنعت كما تصنع الجواهر الثمينة
نحتًا وصقلاً وتزيينًا في الحجر الكريم
وكل نحات يتبصر بالتفاصيل بادق ما في التماثيل
فلم ياذن ان يكون خط من خطوط حليته في غير المكان او على غير الشكل الذي رسمهما لها المصمم.
أنت تجد هذا الإتقان الرائع في ظهر الحجر المصقول وفي بعض حناياه
وتجد بعضا لتماثيل في المطارح التي لا تقع عليها عين إلا إذا أشرقت عليها من علو
كل قيراط من الحجر المركون في هذا الجبل الأبيض
مشغول ومنحوت ظاهرًا كان
ام كان مستترًا وراء تمثال أو مسلة او أي حجر ىخر
كأن كل عامل في هذه الرائعة الخالدة حسب نفسه مسؤولاً عن الكمال الممكن الذي أريد لها منذ البدء
وظل مرارًا إلى أن تكتمل
طبيعي ألا يشبه تمثال في هذه التحفة الخالدة تمثالاً آخر من تماثيلها
ولكنه غير طبيعي ألا يشبه ملاك من ملائكتها ملاك آخر
وألا يشبه طفل من أطفالها الألف طفلاً آخر فيها
على أن الواقع لا يسبه بين ملاك وملاك وبين طفل وطفل
فأي خلاق قد استطاع ذلك.
في طريقك إلى القبة العليا تطلع عليك التماثيل من كل زاوية كما يطلع عليك التالي من شوارعا لمدينة فتأخذك دهشة مما ترى.
وتستمر صعدًا في الطريق العابقة برائحة البخور المتصاعد إليك من المباخر المشتعلة بين أيدي خدام المذابح
ويا اخي رشدي،
شامخات البناء التي بدأت تخرج اعناقها في ميلانو تبدو كأنها جواري في ساحة القبة العالية
هذه القبة التي ترقى إليها محمولاً على أكتاف التماثيل وأجنحة الملائكة
والمدينة نفسها المدينة العملاقة ميلانو تصبح قزمة امام كاتدرائية ديومو
قزمة تزحف على بطنها
تنشد الطول برفع عصيها في السماء.
وبعد
فيما ترى
كان مأخوذًا حارس القبة العليا
وهو في ىخر حدود الشيخوخة
ساعة مررت به
فالتقيته ساندًا ذاته إلى راحتيه ودوعيه إلى قاعدة تمثال
ينظر غلى البعيد ويحلم
ألعله كان يدور في خاطره
أن بينه وبين الله في ذروة القبة العليا خطوة ويملك الساخات؟
ام انه كان يزدري بالناطحات الناهدة من كل صوب حوله؟
ام انه كان يستعيد ماضي هذا العملاق المحمول على ظهر
فيرى كم تبدل عليه من الدول والعظماء وزالوا
وظل عملاقه الحبيب في طريق تصاعده إلى الله
على إزميل نحاة وريشة رسام
أللهم لا تمت مخلوقًا على الأرض
قبلأن ترى عيناه ما رأينا
فيعلي لمجدك التسابيح.
مقابر ميلانو
رصف تحف جمالية
قد تكون مقابر جنوى أوسع أرضًا وأروع موقعًا
إذ هي تمتد كمدينة الاحياء بين الساحل والجبل
وقد تكون اكثر زحمة بالمدافن الشعبية التي تكثر فيها على حقول مديدة
او تتعالى داخل البناء فوق بعضها البعض
كرفوف الحوانيت والمكتبات
وقد تكون ربحت مني دهشة الإطلالة الأولى
إلا أن مقابر جنوى على روعة ما فيها
لا تجاري مقابر ميلانو في كثافة الروعة وغنى التنوع
لقد ضرب حول مقابر ميلانو سور
جعلت له واجهة من قضبان الحديد
تنفتح على ساحة خارجية كبرى
تقوم وراءها على جهة المدافن كنيسة يصعد إليها بأدراج
تتفرع منها جناحات عديدة
تجيء مدافن من كل نوع وتحتضن كيلومترات مربعة عديدة تقوم على أرضها مدافن الأثرياء في قلب غابة من السرو المعمر.
مدافن الأثرياء هذه إلتي تميز مقابر ميلانو من غيرها من المقابر
تتنوع من حد البناء الشاهق الذي يبدو كأنه كنيسة
إلى حد البناء الأقل علوًا كالابراج على انواعها
فإلى حد المدافن ذات الحجم العادي
فالمدافن المنبطحة على الأرض
وسواء اتشامخ البناء ام نام على أرض المقابر
فقد مثل فيه جميعًا بالانصاب والتماثيل
بحيث لو شئت أن تقرأ فلسفة الموت والحياة مكتوبة بالنحت والحفر والنقش والتصوير ومرموزة إليها بألف رمز ورمز
لم وجدت لها كتابًا اوسع وأجل وأعمق من الكتاب الذي يفتح لك في مقابر ميلانو
ومن يدري فقد نجد في روما أو نابولي أو فينيسيا ما هو أعظم وأحق بالغعجاب
كما وجدنا هذه بعد مقابر جنوى
يبقى ان كل معاني التوبة والرحمة والانسحاق واللوعة والالم والمحبة
والرغبة والاستعطاف والتامل والصلاة
والشكوى إلى العزة الإلهية
والتسليم لأمرها
والتعبد والحيرة والتململ
والتوق إلى الجنة
والاطمئنان غلى ساعة الحساب والتخوّف منها
وكل ما يخطر على قلب بشر حيال الافتراق ولقاء وجه الله سبحانه
جميعها ممثلة أروع تمثيل وأدل مثيل في مختلف الاشكال المنحوتة والمنقوشة والمصورة
ولو أراد مريد ان ينشئ متحفًا للموت ممثلاً في اعمق معانيه
وفي ما يثير من مختلف العواطف البشرية والتأملات الفلسفية فضم إليه بعض هذه الانصاب والتماثيل
لقام بين يديه أجل متحف على الأرض من نوعه.
نقول إن هذه المقابر بما هي عليه وما فيها متحف بحد ذاتها
صحيح
ولكن هذا المتحف كبير إلى حد لا تستطيع معه ان تجمع معه النظر وأن تفاضي بين ما فيه وتقابل
إذ تكاد ألا تخرج من احد مماشيه لتدخل في ىخر
حتى يكون التعب قد أخذ منك كل مأخذ
وكنت تنسى من جرائه ما طلع عليك في اول الرواق
فيما تكون متبصرًا بما في آخره.
العشاء السري
تبقى رائعة دي فنتشي، الخالدة على الدهر.
إنك تجدها، على حائط قاعة الأكل في دير الأباء اليسوعيين على ميدان ماجنتا
وفي ميدان آخر من ميادين المدينة نصب تذكاري لليوناردو دي فنتشي جعل تمثاله واقفًا بقامته المديدة في قلبه.
وقد نقش في الحجر على أقدام الرجل Leonardo
كأن لا أحد على الأرض يحمل هذا الإسم غيره.
أو كأنه لم يعد من حق أحد أن يملك هذا الإسم في القديم وفي الحديث.
يوم رأى الميلانيون أنهم يملكون المال والثراء وينعمون برفاهية الحياة ولا يملكون من مناخ فلورنسا متاعها أو شبه متاع.
استوردوا إلى مدينتهم على ما تعودوا من ضروب الاستيراد المواهب والعبقريات الكبيرة،
فأوجدوا لها مجالا للعمل الفني في كاتدرائيتهم العظمى، وفي غيرها من مجالت الفن في القصور وفي الحدائق.
وكان ليوناردو – كما يحلو لهم أن يسموه – في "ألبضاعة المستوردة"
وعندما رغبوا أن "يحتكروه" فكان النصب التذكاري الذي أقاموه على اسمه.
وبعد حين قرروا ان يجروا إلى مدينتهم عشاق ديفنتشي، جميعصا، فالقواالقبض على "ألعشاء السري" وحبسوه في دير من أديارهم، حيث ترى السياح موزعين بين الغرفة المتواضعة في دير الدومينيكان وبين رحاب الكاتدرائية.
يدخل إلى هذه مجانًا وإلى تلك لقاء رسم أضخم ما يستوفيه المتاحف الإيطالية من الرسوم.
غن لم تر العشاء السري في مكانه من الحائط الذي يغفو عليه الآن فلا فلا يغنيك عن تمثله على حقيقة حاله كل ما نقرأ عنه، وكل ما تسمع، وكل ما تتصور، أو يخطر في خيالك.
لكل نبرة من اللون، على رغم أنف الزمن، ولكل ظل ونور ولكل خط من خطوط اللوحة الكبرى تجاوب مع النغم الذي كان يموج في صدر صاحبتها،
لا يغرف مداه إلا إذا تمليت من الأصل، في ساعة رهبة وقداسة وحب.
ولعل هذا هو ما يجعل للأصول فضلاً في الذوق وعلى النسخ المأخوذة منها.
ولو شئت لتبسطت لك بالإيضاح.
ولكن، لمن أوضح؟
ألمن علمنا أول ما دخلنا إلى هياكل الفن على عكازاتنا الهزيلة كيف ينظر إلى الأثرالفني وكيف يكون التذوق.
هذا الأثر الرائع المرتاح في كنف الأباء الدومينيكيين المرتاح على حائط متواضع في غرفة متواضعة ينتظر قدومك إليه
فأي متى يكون ذلك؟
يا أخي رشي،
ما تكاد تتغلب عليك عظمة المدينة بجمال مبانيها وصباحة وجهها وأناقة نشائها
حتى تدخل في رواق فتلتقي العشاء السري
او تميل منك التفاتة إلى جبلالرخام
فإذا كل عظمة في المدينة تهون
وكل شامخ ينحني
وكل جمال يبهت
وإذا المدينة كلها لم تكن لو لم يكن فيهاهذان الأثران
وثالث في حدود الأبدية عند مدينة الموتى
وحسب ميلانو على كل حال ان يكون قوس النصر في باريس قد أخذ منها بالحجر الواحد والخط الهندسي الواحد
وحسبها أن يكون نابوليون الفاتح قد انحنى امام كاتدرائيتها
وقد أراد أن يعيد فضل إنجاز الاعمال فيها إلى شخصه
فجند غمكانات الدولتين الفرنسية والإيطالية لذلك ولم يفلح
وحسبها اليوم انها منصرفة بكليتها إلى تضميد جراحات الكاتدرائية التي خلفتها في رخامها الأبيض بشاعة الحرب الاخيرة وقوة تلك الحرب الطاحنة.
وحسبي منها الىن اني عرفت الله من عن قبابها العاليات على قدم أرفع مسلة فيها.
استغراب وتوق
ولا أدري لماذا رغب الجلادون الذين اغتالوا موسوليني
آخر عظمار الأباطرة الرومانيين
ان يقرنواالبشاعة التي أرادوها بالرجل العظيم إلى جمال هذه المدينة فاختاروا ساحة صغيرة من ساحاتها لا تبعد كثيرًا عن كاتدرائية ديومو
ليشنعوا بالجثة الباردة
فيعلقوها من القدمين أيامًا قبل أن توارى إلى الأبد في التراب
هذه الساحة الذميمة التي كنت في الأخيرين الذين وقعت عينهم عليها قبل ان تصبح مقعدًا لبناء يطمس معالمها إلى الأبد
ستبقى واحدًا من الأشياء التي لا تغسل في عين
كما اني لا أدري إذا كانت ميلانو على حق فيما تتوق إليه
ذلك انها تتوق إلى أن تصبح عاصمة إيطاليا بدلاً من روما الخالدة
أاصالة في الطموح
أم حداثة نعمة؟!