إدوار حنين يتابع كتابة انطباعاته عن واشنطن
شارل مالك استاذ في الجامعات الأميركية كلها
واشنطن قناطر من الخضرة فوق شوارع تحلم على وقع أقدام الحسان
دار الكتاب في واشنطن أروع دار للكتاب في العالم
استجابة لرغبة قراء الجريدة
طلبنا من الأستاذ غدوار حنين ان يوالي كتابة انطباعاته لنشرها وها نحن نتابع نشر هذه النطباعات التي قال فيها الأديب الكبير الأستاذ خليل رامز سركيس:
"غنه لم يقرأ مثلها من زمان. بل ما عرف في ادب الرحلة شيئًا يفضلها".
من لوس أنجلوس إلى نيويورك مثل المسافة التي بين نيويورك او باريس او تكاد
هنا عاد واحدنا يغرف في الرحاب.
ومن كانسس سيتي إلى واشنطن إلى نياغارا فنيويورك
وحدها ديترويت كانت تزيح عن الخط الاخضر الذي يمتد متشعبًا في هذا القطاع من الولايات المتحدة
لذلك رأيت ألا أشركها في الكتاب الأخضر الذي سأتناول فيه كانسس سيتي وواشنطن ونياغارا ثم نيويورك في ملحق كملحقة في هذا عالم الأخضر.
كانسس سيتي
على ملتقى نهرين في بسطة من الأرض تحيط بها منحنيات لطيفة خضراء
وعلى رقبة ولايتين متجاورتين
تقوم مدينة كانسس سيتي
التي دعينا إلى زيارتها والغقامة فيها يومين كاملين
نصف المدينة القائم في ولاية "ميسوري" هو الذي يعنينا
اما نصفها الآخر على الضفة المقابلة للنهر المعروف بهذا الإسم
فلم نره إلا من بعيد
كانسس سيتي عاصمة الولاية
تقوم شهرتها على الزراعة ووفرة الخضرة والماء وكثرة الصفاء
لا شيء يعكر سماء هذه المدينة
ولا شيء يقلق تناغم المدينة وأرض المدينة
هدوء في شوارع العمل وفي احياء السكن
البناء فيها لا يناطح السماء ولا يسمر وجهه
شوارعها لا تفلت من حدود العين وناسها لا يزاحمون في سعيهم.
في ظاهر المدينة على التلال تقعد بيوت السكن
على بعض هذه التلال جعلت دارات المترفين
لا ميزة لهذه الدارات على غيرها من بيوت الناس في غير السعة وتنوع الهندسات.
جميع الاحياء تنعم في إطار جميل
تغمرها الخضرة يفترشها العشب الناعم
وتمتد فيها طرقات غاية في السلامة والنظافة
حتى أحياء السود في مثل روعة الأحياء الأخرى
هنا لو كانت هوليوود كلانت استحقت كل ما لها من شهرة في العالم.
على ربوة في قلب المدينة نصب تذكاري
وقد نبتت المروج وقامت الحدائق ومهدت الساحات حول برج شامخ مثلت في جوانبه التماثيل ونقشت أسماء وتواريخ
في هذا المكان من المدينة صار اللقا الأول بين القواد الأميركيين المنتصرين في الحرب العالمي ةالثانية
فكان هذا النصب تذكارًا لالتقائهم وتخليدًا لانتصارهم.
من الساحة التي امام هذا النصب تنكشف لك المدينة من الحد إلى الحد
كأنها قاعدة في كف والاصابع روابي من حولها
شيئان يجعلان أن تبقى كانسس سيتي حية في ذاكرتنا
محافظ المدينة والجالية اللبنانية