توطئة
كتاب "سألت الحكومة باسمكم" تفرضه علي، هو أيضًا، حملة الافتراء التي ما برح يُسخّر لها الماجورون.
لقد جئت إلى المجلس النيابي لأنوب عنكم في ما تشغلكم عنه مشاغل الحياة، فتوليت تمثيلكم كما أعرف، وعلى قدر ما أستطيع. ولم أعمل باسمكم إلا ما رأيت أنه يعبّر عن مشاعركم وتوقكم ومصالحكم، وما من شأنه أن يحقق بعض ما تهدفون إليه.
ومن أجل أن يظهر ما هل كنت في الطريق القويم أم خرجت عن هذه الطريق عمدت، في هذا الكتاب وما سبقه وما سيليه، إلى تقديم الحساب عن ولاية سابقة لتظهر في درب الناخب الكريم المعالم التي تهدي إلى الولاية اللاحقة فيعهد بها الناخب إلى من يرضي ضميره.
"سألت الحكومة باسمكم" مجموعة من الأسئلة والاستجوابات والاقتراحات التي تقدمت بها إلى الحكومة في شتى المواضيع التي رأيت أنها تتعلق بشؤون اللبنانيين الحياتية والروحية، متوخيًا التنبيه والتحذير وتسديد الخطى.
قد لا تكون هذه الأسئلة شاملة جميع القضايا والشؤون الهامة.
فالسبب في ذلك هو أن لي، في المجلس، رفاقًا من الكتلة الوطنية اللبنانية توزعت معهم المواضيع فانصرف كل منا إلى المسائل التي توافق اختصاصه، وتطابق هواه.
ثم إن لنا زملاء أفاضل كانوا يثيرون بأسئلتهم بعض الشؤون الهامة فكنا نتبنّاها معهم، ونقف في جانبهم.
وما الحياة النيابية سوى تضامن في التعاون على ما فيه خير لبنان واللبنانيين.
في القريب العاجل يكون بين أيدي المواطنين الكرام متابنا الجديد:
"كتبت باسمكم"
إدوار حنين
كفرشيما في 20 آذار 1964
في سبيل المعرفة
قضية الرسوم والكتب المدرسية
الذين يرتجلون آراءهم ثم يلقون القول على عواهنه راحوا يروجون في الصحف (بعد أن عقدنا مؤتمرنا الصحفي بتاريخ 27 شباط 1964. وهو الذي نشر بكراس أبيض): إننا لم نلتفت إلى القضايا التي تهم الشعب إلا بعد أن حل المجلس.
أصحابا لترويج هؤلاء مع أصحاب السوابق في سو النية. فلا نابه بهم لأن اناءهم ينضح بما فيه. ولكن هذا موجب للكشف عما في إنائنا. لذلك يجد القارئ، في ما يلي، نموذجًا عن طريقة عملنا، فيعرف كيف هو تفكيرنا في الشؤون العامة، كيف نعبر عن هذا التفكير، وكيف نلاحق تنفيذه بالوسائل التي بين أيدينا.
حكاية الرسوم والكتب المدرسية حكاية متسلسلة الفصول. هذه أهمها:
الفصل الأول
سؤالان يوجهان غلى الحكومة
يبدأ الفصل الأول بأن وجهنا إلى الحكومة سؤالين:
الاول يتعلق بغلاء الكتب المدرسية
والثاني بغلاء الرسوم المدرسية
وفي ما يلي السؤالان:
1 –
الكتاب المدرسية
تفنح المدارس أبوابها فيفتح الناس أفواههم بالشكوى.
كل عام في مثل هذه الأيام تعاودنا الحكاية ذاتها. وهي حكاية الغلاء:
غلاء في الرسوم المدرسية
غلاء في أثمان الكتب
وهو غلاء مزمن كثرت في مكافحته الوعود، وقلّت الجهود.
وها نحن اليوم، مثلنا في الأيام المماثلة السابقة، نستيقظ على شكوى أرباب العيال ونفو على شكاويهم.
حيال ذلك لا بد من لفت المسؤولين إلى مسؤولياتهم ولا بد من استيضاح الحكومة عن سياستها التعليمية على ضوء مشكلة الغلاء التي تثيرها الرسوم والكتب المدرسية، جاعلين سؤالنا اليوم على الكتب تاركين إلى غد سؤالنا على الرسوم.
حقائق لا بد من إعلانها
أولاً:
الكتاب المدرسي كتابان:
واحد مطبوع في لبنان
وآخر مجلوب
أما المطبوع في لبنان فليس غلاؤه ذا بال
وأما المجلوب فغلاؤه فاحش
لأن ثمن الكتاب المجلوب يوازي في بلاده خمسة أضعاف قيمة الكلفة
ثانيًا – غلاء الكتاب المدرسي اللبناني مرافق لموجة الغلاء العامة. وهو بالنسبة لغلاء الرسوم المدرسية يكاد لا يذكر بحيث أنه يصعب على الشاكي والمراقب معًا أن يتبينا سبب الشكوى الحقيقي اهو الرسوم المدرسية أم أثمان الكتب المدرسية أم هو الغلاء عامة.
ثالثًا – دور النشر اللبنانية انتصرت في معركة الكتاب إذ سدت حاجة الاهلين إلى الكتاب العربي غطلاقًا وأوشكت أن تسد حاجتهم إلى الكتاب المدرسي باللغات الأجنبية في الطور الابتدائي. وهي لا تزال تحاول أن تقوم بدورها في نشر الكتاب المهني والتكميلي والثانوي
وهذا يعني أنها انتصرت في امرين:
لقد حفظت مال اللبنانيين فلم يعد يتسرب إلى الخارج ثمنًا للكتاب المجلوب. وهذا مهم.
ثم إنها حالت دون التوجيه المدسوس في الكتب المجلوبة فصارت التصاوير والأمثال المضروبة في الكتب المتداولة بين أيدي أبنائنا من وحي محض وطني، ومستمدة من واقعنا اللبناني. وهو الأهم.
فضلاً عن أنها اوجدت عملاً للمؤلفين والعمال.
رابعًا – دور النشر اللبنانية فتحت الأسواق الخارجية في وجه الكتاب الدمدرسي اللبناني، بعد أ