أشار حنين إلى أنه بعد انسحاب القوة المتعددة الجنسية وتخليها عن لبنان وسقوط الاقتراح الفرنسي في مجلس الأمن، بات لبنان منفردًا بين سوريا وإسرائيل. وعاد كما كان وحده بين ولاية عكا وولاية دمشق وكما كان في الأعوام الثلاثين الأولى من عهد الاستقلال.
... إن كل شيء كان يجوز للشيخ أمين الجميّل إلا أن يبقى واقفًا ويوقف بلاده معه بين نارين: نار سوريا ونار إسرائيل.
فإسرائيل التي وقّع معها اتفاق 17 آيار، لم تسكت نارها ولا عاونته في إسكات نار دمشق.
قيل إن ذلك حصل لعدم إبرام الاتفاق وقيل للحؤول دون الإبرام والقولان عادلان. فلم يبق إلا أن يتجه إلى دمشق عله يسكت نارها وهو ما كان.
... وذكّر بما كان بين لبنان وسوريا منذ رحيل الانتداب الفرنسي والمضايقات التي رفعتها في وجه لبنان وحكاية القطيعة الصارمة بين البلدين في ذلك الحين.
ناشد الرفاق الذين تستهويهم المعارضة ان يستمعوا إلى رفيق ظل في المعارضة نحوًا من ربع قرن يقول إنه محتوم عليكم تمثيل لبنان ومحتوم عليكم ان تظلوا حاضرين. غن الاتفاق الذي حصل بين الرئيسين الجميل والأسد قد لا يطول فهو مرتبط بعهد الرجلين وبعمرهما فلا تدعوا غيركم يبني لبنان.
"النهار" 23/3/1984 صـ 3.
إكتفى بالمطالبة من أهل الحوار في مؤتمر لوزان بأمرين: الاول تثبيت وقف النار الذي قرروه وأعلنوه والثاني وضع ورقة عمل واحدة مأخوذة من الأوراق ذات البنود المئة التي صارت بين أيدي المتحاورين تتضمن المواضيع الأساسية ليصار إلى درسها في بيروت على يد أهل الثقة والاختصاص في ضوء مبادئ عامة أربعة أو ستة يتفق عليها في لوزان ولا يجوز الرجوع عنها من مثل لبنان من حقه أن يعيش ويستمر، لبنان لكل اللبنانيين ، لبنان الكل للكل، لبنان جمهورية ديمقراطية برلمانية. لبنان وطن الحرية والكرامة والتفاهم.
ورأى أنه عندما يضيق الأمل تضيق المطالب وكان المؤمل بعد تسع سنين من القصف المدفعي والصاروخي ومن القنص والخطف والتدمير أن يبتهج اللبنانيون لإقرار وقف النار غير أن البهجة لم تكن في حجم القرار.
وكان المؤمل أن ينزل اللبنانيون إلى الشارع يرقصون ويهتفون ويغنون كما كان يفعل أهل أثينا في الامس البعيد عندما كانوا يفرحون على تحية صدور كتاب جديد لواحد من فلاسفتها أو كما يحيي اليوم البازيليون عيد الكرنفال في الريودو جينيرو.
وأضاف إن شيئًا من ذلك لم يحدث وبقيت فرحتهم دون الشفاه إما لأنهم تعودوا النار فألفوها وإما لانهم بعد المرة 180 لوقفها ولعودتها من جديد عادوا لا يثقون بأنها ستتوقف أو إذا توقفت إن وقفها سيطول.
لوزان لوزانان: لوزان المتحاورين ولوزان اللبنانيين. تلك يثق بها أهلها وهذه بات لا يثق بها اللبنانيون. ففي لوزان اللبنانيين يعرف اللبنانيون ماذا بين المتحاورين. فهل تعرف لوزان المتحاورين كما يجب أن تعرف ماذا بين اللبنانيين؟ هل يعرف المتحاورون في لوزان أن الثقة التي يتمتعون بها بين انصارهم في لبنان لم تعد في تألقها كما هم تصوروا أن تكون وهل يعرف المتحاورون في لوزان ان أنصارهم في لبنان باتوا لا يلحقون بهم في تعرجات الطريق التي يقودونهم فيها فيبدو هؤلاء وأولئك كأنهم فيها يتوهون إن ما هم فيه اللبنانيون الذين يتتبعون اخبار لوزان من لبنان هي الخيبة التي ولدت في نفوسهم من قياسا لحاضر على الماضب. فهل من يشفي اللبنانيين من خيبات الماضي ليشفوا اليوم من خيبات الحاضر؟ وما الذي عمل من اجلهم ليتأملوا في المستقبل الموعود؟".