قال حنين "منذ أن بدأت الحوادث في 13 نيسان 1975 بدأنا نعرف ما في ضمائر القوم وفي مقاصدهم ونياتهم. ثم اخذت المسائل تتضح على مر الحوادث والايام حتى ثبت في الزمن الأخير وأثبتت خلوات بكفيا، بما لا ريبة فيه، إن هدف الجماعة الأخير هو هذا: تجريد لبنان من لونه ومميزاته وجعله بلدًا عربيًا ككل بلد عربي، الحكم فيه للمسلم، وعلى المسيحي أن يخضع لحكم الذمية. هذا إذا استحالت أسلمته بالمعنى الإسلامي الكامل.
وكانت للقوم، في هذا السبيل، أساليب وفنون منوعة كثيرة، حتى وصل بهم المطاف إلى الخلوات. ففي خلوات بكفيا ثبت للمجتمعين أن الجانب الآخر الذي في الحكم يسعى في هذا الصدد إلى تعطيل الدستور توصلاً إلى تعديله بما يؤمن المناصفة بين المسيحيين والمسلمين في كل شيء. ويسعى القوم إلى إلغاء الطائفية السياسية. فلماذا تعديل الدستور؟ التأمين المناصفة عن طريق القانون؟ ولماذا ألغاء الطائفية؟ أللمحافظة على الزيادة عن طريق الواقع؟ وعندما نعرف ماذا في الواقع نعرف مقدار الكسب الذي يتحقق للطوائف الإسلامية على حساب الطوائف المسيحية.
نشير هنا فقط، إلى أمر واحد نتخذه من المديريات العامة، ومن السفارات اللبنانية في الخارج. فهناك عليم يؤكد أن للمسلمين اليوم 27 مديرًا عامًا وسفيرًا أزود مما للمسيحيين. وهو وضع لم يسبق أن توصل المسلمون إلى مثله. لذلك يسعون بكل الوسائل إلى تكريس هذا الوضع. فعندما يكون أهداف الوزراء المسيحيين الذين أهدافهم، هم، إنقاذ لبنان لهم ولنا؟ وكيف يمكن أن تصفو الضمائر والنيات وأن توحد العزائم ويوحد العمل ويصير الشد في اتجاه واحد؟
فالذي جاء ليخرب عام 1975 أعيد ليستكمل عملية التخريب، في السنة 1983. وما لم يستطع المخرب تهديمه في ولايته تلك ، جاء لينجز تهديمه في ولايته الحاضرة...
ولاحظ في السياسة العالمية "تحركًا يخرج عن حدود العادة"، وأشار إلى التقارب الأميركي – السوفياتي، وإلى إعادة الأردن علاقاته الديبلوماسية مع مصر، وتحرك مساعد وزير الخارجية الاميركي السيد ريتشارد مورفي في المنطقة . واعتبر أن التحرك الأميركي "هو تحرك فاعل لأنه لم ينتظر نتيجة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة ولا يمكن أن يكون تحركًا دعائيًا". وتساءل: "ترى هل بدأت تطل طلائع يالطا جديد، أم هي طلائع انفراج جديد بعيدًا عن يالطات جديدة هي التي تطل، إذ لكل عصر زي ولكل عهد أسلوب".