قال حنين: "الطريق التي أضاعها اللبنانيون، صيداويين وبيروتيين وطرابلسيين كانوا أم غيرهم، عادت اليوم إليهم وعادوا هم إليها، فسعدت بهم وسعدوا وصار راسخًا في إيمانهم أن أرضهم ليست إلا لهم وأنهم ليسوا إلا لها، وأنهم كلما افترقوا عن أرضهم وافترقت أرضهم عنهم حصلت الجفوة المميتة بينهم وبين مواطنيتهم وأهدافهم وطموحاتهم التي من دونها لا يكونون لبنانيين.
كثيرًا ما طرأت هذه الطارئات على أنفس بعض اللبنانيين، فكانت تزعزع إيمانهم بوطنهم وأهدافهم وطموحاتهم، وكانت تغيب الصوامد في عقولهم وقلوبهم وتقف بهم على شفير الهاوية التي فيها يفقدون. وكثيرًا ما كان يجبه هذه الطارئات وعي مفاجئ يعيدهم إلى ذاتهم فيستفيقون، وكأن الذات لم تمس. هكذا كان أيام المماليك وأيام العثمانيين والفرنسيين وأيام الفلسطينيين الأواخر. وإذا اللبنانيون يعودون من جميع هذه الدروب مهمشين محطمين، لكنهم كانوا يعودون وعلى لسانهم ما يكون قد صار في انفسهم حقيقة راهنة يهتفون بها بالصوت الجهير الواحد.
أيها اللبنانيون ماذا ينفع اللبناني إن ربح العالم وخسر لبنان؟
واعتبر أن الخطوة الأولى الفذة التي خطتها الدولة والجيش والمقاومة الوطنية أمس، في طريق التحرير والإنقاذ، يصعب ألا تكون طليعة خطى بطولية شهمة لن تقف قبل آخر الطريق".
وحذر من عودة الفلسطينيين وقال: "الفلسطينيون الذين وعدوا بأنهم سيعودون إلى فلسطين، ها إنهم يعودون إلى لبنان بعدما طردوا منها فمنه. وفي ذلك أقوال متضاربة كثيرة: فمنهم من يقول إن أكثرية العائدين عرفاتيون، ومنهم من يقول بل إنهم موسويون من المنشقين الذين يقاومون عرفات. ومنهم من يقول إنهم يعودون إلى الشوف والجنوب، ومنهم من يقول بل إلى جميع أنحاء الجبل وبيروت يعودون. ومنهم من يقول إن الذين يعودون يعودون لأغراض عائلية سلمية، ومنهم من يقول بل لأغراض عسكرية يعودون. وأن أصحاب هذه الأقوال المتضاربة يجمعون على أن الفلسطينيين يعودون بكثافة إلى لبنان، وعلى أن أعدادهم تتكاثف كل يوم وعلى أنهم يعودون إلى المطارح التي طردوا منها بالتحديد.
فماذا نعمل للحؤول دون هذه العودة؟ إن كنا لا نعمل شيئًا ضد هذه العودة فتلك مصيبة وإن كنا نعمل وتبقى النتيجة هي هي فالمصيبة أعظم".
وأشار إلى ما يقال من "أن العائدين يعودون من دمشق، وأنهم يغادرون دمشق موسويين (انتفاضة) ويصلون إلى بيروت عرفاتيين، وأن أموالاً طائلة تنفق عليهم وفي سبيلهم، وأن أعدادهم تعزز في لبنان بأعداد من المرتزقة لبنانيين وغير لبنانيين، يدفع للواحد منهم 500 دولار أميركي في الشهر". وقال: إن العودة التي صمم ويصمم لها ياسر عرفات إلى لبنان وإلى بيروت تحديدًا، ليست عودة انتقامية من إسرائيل. فإن الفلسطينيين أوسع حيلة من أن يكون تصميمهم الانتقام من إسرائيل في حالهم الحاضرة. إن هي إلا للانتقام من اللبنانيين أنفسهم، وبخاصة أولئك اللبنانيين الذين كانوا قد باعوا انفسهم للفلسطينيين ثم عادوا فاسترجعوا أنفسهم منهم". ورأى أن على الحكم اللبناني مراقبة العائدين في مخيماتهم، واعتبر أنه "لم يعد من الصعب منعهم من الوصول إليها أو على الأقل منعهم من المكوث فيها". وحذر من "إهمال هذه العودة ومن نتائجها الوخيمة".
واقترح وزارة للعمال وتساءل: "لماذا لا تسند إلى عامل وزارة يكون اختصاصها مكافحة الغلاء وحماية المستهلك والإسكان".