شبه حنين التطورات الحاصلة في المناطق الشرقية بالتحركات التي كانت تفضي إلى العاميات، كما عامية لحفد، أو إلى المؤتمرات كما مؤتمر السمقانية، فتجيء كانها "من عفوية الشعب كلما كان يلمح خطرًا يتهدد شيئًا من مقدساته أو مظهرًا يمس شأنًا من الشؤون العالقة في شفاف نفسه".
تحدث عن التطورات في الشرقية وعن اللقاء المسيحي الذي "استؤذن رئيس الجمهورية أن يحصل في القصر برئاسته" وقال: "هؤلاء الذين اجتمعوا الأربعاء في 13 آذار 1985، في قصر الرئاسة، كان حافزهم ذاك الراقد في أعماق نفوسهم الذي كان يحفز أجدادهم الذين كان يشبه لهم أن شرًا يحوم في أجواء لبنان، أو شيئًا استثنائيًا يلوح في أفقهم.
لم يكن ضروريًا أن يكون الشر المثير للخوف قد تكون ليحصل، ولا كان ضروريًا أن يكون الشر المتحسب له محتومًا عليه أن يحصل، بل كان يصير الاكتفاء بأن ذاك الشر الذي منه التخوف، ومن اجله التحسب كان حقيقة لا وهمًا، وكان ممكن الحدوث لا ممتنعه... وكان يكفي أن تلم به شرارة ليشتعل.
إن ما هتف بالقوم أن يتحركوا عاملان: الحرص على وحدة البندقية واجتناب إراقة الدم. لأن الدم الذي كان يمكن أن يراق دمنا، والبندقية التي كان يمكن أن تنقسم اثنتين بندقيتنا، فالدم الذي نختزن في أعراقنا للشأن الجلل، نختزنه، والبندقية التي يهمنا أن تبقى واحدة، او تبقى ألفًا في واحدة هي البندقية التي تعد لمواجهة الأعداء.
المجتمعون في قصر الرئاسة، كان همهم ألا يعادي رفاق السلاح اليوم، اصدقاء كانوا لهم البارحة رفاقًا للسلاح. لأن الحاجة إلى السلاح لم تنته، بعد، ولا الحاجة إلى الترافق في حمله. وكان همهم، وقد يكون همهم الأكبر، أن تبقى الدولة الدولة القادرة، والشرعية الشرعية الواقية، فلا تضعف الدولة ولا تهون الشرعية، لأن للدولة مهامها وللشرعية دورًا فلا انتهت المهام بعد، ولا الدور فرغ منه.