قال حنين: "كنت دائمًا أؤمن وما زال إيماني يزداد يومًا بعد يوم، أن لبنان سينقذ نفسه بقوة مباشرة من الله الذي تعود أن يتدخل في إنقاذه أو بوحي منه ينزل على أحد أبناء لبنان فيضعه في الطريق التي تنقذ أو يضع في روحه الشعلة التي تنقذ".
وقال "إن لله طرائق لا تعد ولا تحصى للوصول إلى تحقيق إرادته، ومن طرائقه: أن يقول للدنيا كوني، فتكون، أو يفجر من الصخر ماء فيروي به الصحراء، ويجهد الماء أرضًا يباسًا فيعبر عليها جنده، أو يضرب أعداء شعبه الراغب في إنقاذه بسيفه الذي لا يفل.
"ومن طرائقه، أن ينزل، هو نفسه من السماء، فيتجسد إنسانًا، ويحيا حياة إنسانه، ويشفى معه، ويتعذب عذابه، ومن أجله يموت مصلوبًا على خشبة كما القتلة واللصوص.
ومن طرائقه، وهي الأكثر شيوعًا: أن يرسل إلى شعبه واحدصا من الأنبياء والقديسين يقع عليه اختياره، أن يلهم أحد أبناء هذا الشعب سلوك الطريق الموصل، أو التلفظ بالكلمة المهدية.
إن الله لا يزال إلى اليوم، وقد يكون اليوم أكثر من كل يوم سابق، مستعدًا أن يتجلى بواحدة من هذه الطرائق أو بغيرها التي لا تعد ولا تحصى.
لكننا اليوم لا نطلب منه الخوارق. فإنقاذ لبنان، هذا العمل الجلل، يحدث إن شاء الله بإيماءة منه، بكلمة يقولها، بنور من عنده، فيكمل كل شيء. فلقد بات لبنان في حال تستدعي تدخله. وهو وعد أن يتدخل: أليست تدخلاته السابقة جميعًا وعدًا منه قاطعًا بالتدخل كلما أوجبت المال وحمت الآمال؟ فإن لبنان منتشر تحت كل سماء، ومن اللبنانيين، المقيمين والمنتشرين، من مشوا في ظلها، وكانوا أن يدركوا تخومها. فمن اللبنانيين من شارك السماء في نعمها، فكتب وألف في الفنون، وفي العلوم والآداب. ومن اللبنانيين من قادتهم السماء إلى أن يتسلم قيادة الجيوش، أن يعهد إليه قي شؤون العدل في كثير من الأمم، أن يرئس الجمعية العمومية في منظمة الأمم المتحدة، أن يشارك عظماء السياسة في مجلس الأمن الدولي، أن يرئس مؤسسات دولية فيجعل رغيف الناس بين يديه، أن يتولى في كثير من الأمم إدارة المصارف المركزية فتلقى إليه مفاتيح بيوت المال، أن يرئس مؤسسات ومنشآت مالية عالمية.
ومن اللبنانيين من أطلقتهم السماء في العالم كما الشعاع فدخلوا سرايات الحكم ومنازل الحكام في عواصم الدنيا، فيقيمون وأقاموا مع أربابها علاقات تصبح هي المتحكمة بالمصائر. ومنهم من يعمل بتفوق في حقول النشاطات المختلفة. ومن هؤلاء اللبنانيين جميعًا ينتظر اللبنانيون أن يدل الله أحدهم إلى طريق الخلاص وكثيرًا ما يكون المخلص أكثر القوم تواضعًا... وفي بعض الحالات أقلهم مقامًا كما القديسون".
وخلص "إيماني بالله الذي عبرت عنه بكليتي، وإليه أستند بكل إنسانيتي ومسيحيتي، وتقواي. يجب ألا ينظر إليه السطحيون على أنه دواء لليأس. بالعكس، هو قوة على قوة، به يعزز ما في النفس، وبه يقوى الاقتناع. وتقوى الإرادة الفاعلة. وبه يستعان في كل حين، وإنني بمقدار ما أنا مؤمن بخلاص لبنان الحاضر أبدًا أجدني مؤمنًا بالمخلص الذي يخلص لبنان الحاضر أبدًا. فكيف إذا كان المخلص موجودًا؟ وهو آخذ بزمام الإنقاذ بكلتي يديه كما هو مستعد ليأخذ بكل رأي تتراءى له فيه الخبرة والمعرفة والحكمة؟
ولن يستطيع أحد أن يؤكد أن تدخل الله أم يحصل يومًا إلا في الحالات اليائسة. بل كان تدخل الله يحصل في اللحظة التي كان يرى، سبحانه، أن من الخير أن يحصل في وقت معين، وعن طريقة معينة، فتسلم العناية من الشكوك، ويسلم الإنسان من الحيرة".