اهتمام البابا يؤكد حياة المسيحيين
حنين: اللبنانيون الماونرة خير من يولى النظارة على لبنان.
أكد حنين أن لبنان لا يبقى إلا إذا بقي في عهدة الموارنة مشيدًا بجهود البابا يوحنا بولس الثاني لإنهاء ازمة لبنان وقال:
"في الاجواء السائدة ما ينقض ما كان في الممارسات السابقة. ففي الممارسات (وقد امتنع اللبنانيون أن يجعلوا في دستورهم ما قبلوا أن يكون في ممارساتهم). إن رئاسة الجمهورية تسند إلى الموارنة ورئاسة المجلس النيابي إلى الشيعة ورئاسة الحكومة إلى السنة وفي الاجواء ما يحمل على الظن أن أعمالاً تعمل من اجل نقل رئاسة الجمهورية من الموارنة إلى غيرهم ورئاسة المجلس النيابي من الشيعة إلى غيرهم ونقل رئاسة الحكومة من السنة إلى غيرهم قد تكون في ذلك حكمة وقد لا تكون. غير أن النقل المحكى عنه تحت وابل الرصاص المنهمر في كل جانب وفي كل مكان ما يجعل هذا النقل في غير زمانه وفي غير مكانه. لأن كل تغيير في الممارسات التي باتت لها قوة الدستور يحمل على الاعتقاد أنه حصل بضغط القوة لا بقوة الاقتناع فإذًا هو لم يحدث بقوة الضرورة الوطنية ولا بحكم المصلحة العامة. هذا في العموم وفي التخصيص أقول إن رئاسة الجمهورية في لبنان بدأت مع شارل دباس وهو أورثذكسي ثم تولاها الموارنة ثم عادت وانتقلت إلى أورثذكسي وهو بترو طراد لتعود فتستقر في يد الموارنة.
"كان يمكن ان تظل رئاسة الجمهورية في يد الأورثذكس، او أن تكون في يد غيرهم من المسيحيين. كما كانت رئاسة المتصرفية في يد الأرمن، طوال عمرها غير أن الملاحظ أن الارمن والأورثذكس كان يصير اللجوء إليهم في الظروف الاستثنائية. ففي أيام المتصرفية، ويوم كانت المتصرفية والبلاد في حماية الدول السبع لم يجد المسؤولون غضاضة في ان تكون رئاسة المتصرفية في دي ارمنية. وفي أيام الانتداب، يوم كانت الجمهورية والبلاد في حماية الحراب المنتصرة في "فردان" لم يجد المسؤولون غضاضة في إسناد رئاسة الجمهورية إلى لبناني اورثذكسي.
أما كلما كانت الأمور تعود إلى مجراها، وكلما كان الحكم يسند إلى واحد من أبناءا لبلاد منقطعًا عن أية حماية، كان يرى المسؤولون أن لا بد من إسناد الحكم إلى يد تستطيع أن تحميه، فكان لا بد من إسناده إلى يد مارونية.
أمراء لبنان، عهد الإمارتين المعنية والشهابية، ألم يروا اعتناق المارونية من أجل أن يهدأ الحكم بين أيديهم؟ نقول هذا لا تبجحًا، ولا اعتزازًا، بل نقوله تعبيرًا عن إخلاص للبنان وللبنانيين الذين يريدون الاستقرار للبنانهم. ونقوله تعبيرًا عن إخلاصنا للقضية المسيحية في الشرق الأوسط.
"لبنان لا يبقى (يقول المؤرخون والمراقبون المطلعون على أعماق القضية اللبنانية والقضية المشرقية إلا إذا بقي في عهدة الموارنة ...
... أما اللبنانيون فإن اقتلعوا من لبنان فيكونون قد اقتلعوا من الأرض، إذ لا مكان لهم سواه على رحابها. لذا يرى المسيحيون اللبنانيون أن الموارنة هم خير من يولى النظارة على لبنان".
وأعلن أن العلاقة بين الفاتيكان ولبنان "عمرها عمر المارونية ومتانتها متانة الصخور". ولم يستغرب اهتمام الكرسي الرسولي على يد ثلاثة بابوات في السنين العشر الأخيرة باللبنانيين وبوطنهم.
وأشاد بجهود الكاردينال ألبر دوركورتريه والكاردينال روجيه اتشيغاراي، ورأى في هذا الاهتمام تأكيدًا للبابا يوحنا بولس الثاني "أن لا داعي إلى تخوف المسيحيين في لبنان على أمنهم وحياتهم ومستقبلهم".