الرصاص على الطلاب "قنص لمستقبلنا"
حنين: مؤتمر بكركي تأخر 10 سنين وهو ضروري للقاء مسيحي – إسلامي
اعتبر الأمين العام للجبهة اللبنانية النائب إدوار حنين أن المؤتمر اللبناني العام بين المسلمين والمسيحيين "يجب أن يكون"، وأن قيامه لا يمكن أن يتم "إلا إذا قام، على أحسن حال، المؤتمر المسيحي العام". وأكد أن انعقاد المؤتمرين "ليس بمستصعب". ووصف القنص الذي تعرضت له سيارة تقل الطلاب في بلدة كفرشيما بأنه قنص لمستقبلنا. مشيرًا إلى أن القنص يعرف طريقه، وعد العمل "منتهى الوحشية والإيذاء وأقصى حدود البربرية في الإبادة".
قال حنين في حديثه الأسبوعي: "اللبقاء الذي حصل يوم السبت 14 كانون الثاني في بكركي، تأخر عن موعد انعقاده عشر سنين، ومع ذلك يظل هذا اللقاء – المؤتمر واجب الانعقاد. لكن لقا انقضى عليه عشرة أعوام ولما ينعقد، فعقد، كان يجب أن يحضر لانعقاده أكثر مما حضر. ومع ذلك، فإن الفرصة لم تفت بعد، سواء أكان عين له أن يكون لقاء مسيحيًا عاديًا أو كان معينًا له أن يكون مؤتمرًا مسيحيًا عامًا، فإن الوقت ما زال يتسع لهذا ولذاك، شرط ان نقرر. وفي توقع الناس أن يكون المؤتمر المنوي عقده مؤتمرًا مسيحيًا عامًا، فلهذا وجب: أن يكون الداعون إليه جميع البطاركة ورؤساء الطوائف المسيحية العائشة، أو العائش بعضها في لبنان، فلا ينقص واحد من بطاركتها ولا من المطارنة الذين يمثلونها ولا من رؤساء هذه الطوائف.
قبل توجيه الدعوة، يجتمع البطاركة والرؤساء ويضعون مشروعًا لجدول أعمال المؤتمر، يتدارسون هذا المشروع مع رؤساء الجمهورية السابقين ومع المسيحيين من رؤساء الأحزاب، فيقررون الجدول.
ومن أجل الشمولية يضع المجتمعون جميعًا، المقياس الواجب اعتماده لتعيين الذين تجب دعوتهم إلى حضور المؤتمر. ثم يعينون لجنة فاعلة مصغرة للتحضير والتنفيذ.
أن يحضر البيان الخاتمي، فيقره البطاركة والرؤساء واللجنة. ثم يناقش في المؤتمر العام لإقراره في الصيغة الأخيرة. وتقرر اللجنة بعد موافقة البطاركة الرؤساء، وسائل نشره عالميًا.
أن تبقى بعد انفضاض المؤتمر، هيئة تنفيذية دائمة لملاحقة تنفيذ مقرراته، وأن تكون للمؤتمر بكل أعضائه أو بقسم معين منهم، اجتماعات دورية غير متباعدة. فإن كانت النية، عند الذين خططوا للقاء بكركي، التوصل إلى عقد مؤتمر مسيحي عام فتلكم هي الطريق، أو ما يماثلها من الطرائق التي تدرج عليها عادة المؤتمرات العامة. وأن لا، فيبقى اللقا على مستوى الذين خططوا له وبحجمهم، فهو لا يشبع ولا يقيت.
أما المؤتمر اللبناني العام الذي يجمع بين المسلمين والمسيحيين، فيجب ان يكون، ولن يكون إلا إذا قام، على أحسن حال، المؤتمر المسيحي العام. وإن قيام المؤتمرين العامين ليس بمستصعب، ويجب أن لا يكون مستصعبًا".
واعتبر حنين أن القنص الذي استهدف سيارة نقل الطلاب في كفرشيما هو "قنص لمستقبلنا" وقال: "قبلاً تعرضت مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا للقصف فقلنا: ليست للعشوائية عيون! فإنها تدك المدارس كما تدك الكنائس والمستشفيات ولا يندى لها جبين! اما أن يوجه القنص – والقنص يعرف طريقه – إلى الأطفال والصبية والفتيان وهم في طريقهم إلى مدارسهم، أو في طريق العودة منها، فهذا منتهى الوحشية في الإيذاء، وأقصى حدود البربية في الإبادة".
وتساءل "هل لم يزل العالم يبصر وهل تبصر الإنسانية والحضارة؟ وألام يظل العالم والإنسانية تبصر، ولا ردة فعل لها على ما تبصر! أما نحن، حيال هذه الموجة العارمة من الإجرام، لم نعد نملك سوى الصلاة والاستمرار غير المحدود وغير المشروط، في فتح المدارس".
وعلق حنين على زيارة البابا يوحنا بولس الثاني للإرهابي التركي الذي حاول اغتياله محمد علي أقجا، في سجن "بريبيا"، فوصفها بأنها "مبادرة مذهلة"، واستبعد أن يكون في الزيارة "لون عدائي"، مؤكدًا أن المسيحية هي "ديانة الغفران".
وخلص : "لولا قلة من الناس لما كان يظن أن الإنسان ما زال موجودًا على الأرض، ولولا القديسون لما كان يظن أن للمسيحية أتباعًا ما زالوا موجودين على الأرض".