أيها اللبنانيون
ليس صدفة وجودكم حيث انتم من عالم الانتشار سواء كنتم في اميركا ام في غفريقيا أم في آسيا أو أوروبا.
وسواء كنتم في المدائن المكتظة أم في البراري القاحلة
إنكم حيثما أنتم لانكم منذ قدموس وقبله أبناء شعب ولد ليحمل القارات إلى القارات ويشق إليها في البحار دروبًا
أيها اللبنانيون
لم يحملكم إلى إلى حيث أنتم طلبكم للمال فالمال موفور لكم على أرضكم في القناعة
إن هو إلا الجناح الذي ينبت لكم مع الولادة هو الذي حملكم إلى حيث تعيشون
والرغبة في العطاء مع الأخذ والظفر بالحرية والكرامة
لذلك كان وجودكم حيث انتم وجودًا مميزًا تعملون للأرض التي فيها نزلتم ولا تنسون الأرض التي اطلعتكم.
تحافظون على صالح تلك بمحافظتكم على حب هذه
فتخدمون بفضل إخلاصكم أرضين كريمتين
أرض المنبت وأرض الإقامة
الأرض التي فيها تقيمون ضنينة بولائكم لها ضنة الأرض التي اطلقتكم ارض غقامتكم من حقها أن تطالبكم بوضع مواهبكم وقدراتكم في خدمتها
ومن حقها أن تستفيد من المناطق التي غرستها في انفسكم حضارة مترقرقة في اعراقكم منذ ما يزيد على الستة آلاف سنة
كما من حق أرض منبتكم ان لا تحرم من مواهبكم وقدراتكم التي أنتم لها ميدنون
أيها اللبنانيون
إن إخلاصكم للبنانكم يجعلكم أكثر إخلاصًا للبلد الذي فيه تقيمون ويقوي الثقة بكم
لأنه يقوي الثقة بأصالتكم
من هنا إنكم مدعوون للأزيد
الأزيد في العطاء لبلاد منبتكم
والأزيد في العطا للبلاد التي استضافتكم
والمعطي يزداد قدرة كلما أعطى
وبخاصة المعطي من الروح
لأن الروح تزداد تألقًا بمقدار ما تعطي
القيم الروحية وحدها يزيدها البذل قدرة
وحده التراب ينقص مما نبذل منه
لأن التراب ينفد والروح لا نفاد لمكنوناتها
فاعطوا بلاد إقامتكم بلا حساب كما تعودتم ان تعطوا بلاد منبتكم بلا حساب
أيها اللبنانيون
هذا الذي يطلب منكم الآن
ليس تدخلاً بشؤون بلاد إقامتكم الداخلية
إننا نرفض مثل هذا التدخل
ولكن المطلوب حق وواجب
إنكم مقبلون في مناسبات آخذة رقابها برقاب بعضها الآخر
اخصها الانتخابات العامة
على التعبير عن رأيكم واختيارا لرجال الذين يتقدمون منكم بطلب تأييدكم لهم للوصول غلى تسلم المسؤوليات
هؤلاء المرشحون الساعون وراء اصواتكم
من حقكم بل من واجبكم أن تنظروا غليهم من ناحيتين
ناحية قدرتهم على خدمة بلادهم
وناحية استعدادهم لخدمة بلا\هم
فالقادر على الخدمتين يكون مرشحكم
أما اللاهي عن خدمة بلادكم فلا يكون المرشح الصالح
غدًا في شهر تشرين الثاني سيدعى قسم كبير منكم المقيمون فيا لولايات المتحدة الأميركية إلى انتخاب رئيس لها وسيمتثلون
إن اختيارا لصالح بين المرشحين جميعًا قد يصعب على غيركم من المواطنين الاميركيين الذين لا يدينون إلا بولاء واحد وهو الولاء لأميركا
ولكنه لن يصعب عليكم وقد يكون في ذلك استغراب
لأن معيار التأييد للمرشح الذي يجب اختياره بسيط
فمن يعدكم وتثقون بوعده يكون هذا المرشح مرشحكم الصالح وعليه يجب أن تصب أصواتكم
ومن لا يعد او لا تثقون بوعده فهو رجس من الشيطان فاجتنبوه
أيها اللبنانيون
بلادكم تتعثر في طريق ارتقائها وهي اليوم بحاجة إلى كل واحد منكم وبحاجة إلى كل ما يملك كثيرًا كان أو قليلاً
فبلادكم لا تأذن بأن تهدر ذرة بقدرتها مهما صغرت ولا أنتم تأذنون
نعرف الصراع القائم بين حقنا وحقوق الشعوب التي بينها تعيشون
ونعرف أن من واجبها أن تحافظ هي على حقوقنا
ولكن محافظتها على حقوقها التي من واجبنا ان نشارك فيها لا تحول دون محافظتنا على حقنا
كما أن محافظة تلك الشعوب على حقوقها لا تعيقنا في مشاركتنا للحفاظ على حقنا
الحق واحد وهو الذي يضمن الكرامة الإنسانية
وكل حق لا يكون مرتبطًا بكرامة الإنسان لا يكون حقًا
وإذًا لا تجب المحافظة عليه
وبالتالي لا تجب مشاركتكم في المحافظة عليه؟
بلادكم يحاولون ان يدوسوا كرامتها
بلادكم يحاولون أن يسلبوا سيادتها واستقلالها وحريتها
بلادكم يحاولون أن يجردوها من تاريخها، من تراثها ، من أصالتها
وهي في الإنسانية أساس
وفي الحضارة رائد
إن مجال إقناع الآخرين بحق بلادكم وحقكم صعب ممتنع
إذ ليس بين هؤلاء الأغيار مهما نهش قلبه الجشع واستفحل في ذاته حب الذات
من يستطيع ان يقتنع وبالتالي ان يقنع أن التراب خير من الذهب وأن السراب غير من الغدران
صحيح ان الطاقة المولدة للحرارة ولتحريك الىلة ضرورة وطنية واجبة ولكن هذه الطاقة لا تشرى على حسابا لغنسان وهي على