تكون للبنان مؤسسة تدعى "مؤسسة الانتشار اللبناني"، وتكون لها القواعد، والأهداف، والهيكلية التالية:
اولاً:
أ – القواعد الأساسية
تقوم مؤسسة الاغتراب اللبناني على القواعد الأساسية التلية:
1 – يعتبر لبنانيًا كل متحدر من أصل لبناني سواء أكان مولده على أرض سواها.
2 – اللبنانيون: جميعًا، متساوون في الحقوق والواجبات، سواء أكانوا مقيمين على أرض لبنان أو على أرض أخرى . فلا بفضل لبناني لبنانيًا ىخر إلا بنسبة إخلاصه للبنان.
3 – اللبنانيون المقيمون في ما وراء البحار تربطهم باللبنانيين المقيمين على أرض لبنان روابط عرق، ومصالح، وإيمان وطني لا تنقصهم على الدهر، وتربطهم جميعًا، مقيمين ومغتربين، روابط لا تنفصم بوطنهم لبنان.
4 – لبنان كيان روحي حضاري يتسع، أبدًا، على لأيام.
5 – لبنان ضروري البقاء. وبما أنه كيان روحي حضاري، فمحتوم أن يبقى إلى آخر الدهر. إذ ماذا ينفع اللبناني إن ربح العالم كلّه وخسر لبنان؟!
6 – عمل اللبنانيين للبنان كرامة وشرف.
ب – الاهداف
تهدف المؤسسة إلى الأمور التالية:
1 – توثيق الروابط بين لبنان المقيم ولبنان الما وراء البحار، وتوثيق الروابط بين الجاليات بعضها بالبعض الىخر.
2 – تعزيز الروابط والعلاقات بين الوطن اللبناني ومواطن الانتشار.
3 – توثيق العلاقات بين الجاليات اللبنانية اللبنانية وأهل البلاد التي تنزل فيها تلك الجاليات.
4 – تعزيز الروابط بين الجاليات والسلطات في منازل الجاليات.
5 – حمل السلطات والهيئات الشعبية والشعوب التي تخالطها الجاليات اللبنانية على احتضان القضية اللبنانية ومساندتها.
6 – المحافظة على التكتلات والاندية القائمة في مختلف الجاليات بأسمائها وأشخاصها وأهدافها، وربطها بما لا يؤذي نشاطها، بمؤسسة الانتشار اللبناني.
ثانيًا:
الأسباب الموجبة
لقيام هذه المؤسسة أسباب موجبة أهمها:
1 – كل لبنان لكل اللبنانيين. كما البيت كلّه، لأبنائه كلهم. فلا يعقل أن يكتفي لبنان بثلث أبنائه (ثلاثة ملايين نسمة) متنازلاً عن الثلثين الىخرين (ستة ملايين). ذلك بأن الاوطان تقاس بقدراتها، وفي رأس هذه القدرات عدد المواطنين، وتنوّع اعمالهم، وقيمة إنتاجهم.
2 – تركيبة لبنان إبراطورية بفعل انتشار اللبنانيين في العالم، وبفعل ارتباطهم، عفويًا وبدون ما اشتغال، بالوطن الأب. فالإمبراطوريات العظمى، وبخاصة: الإمبراطورية الفينيقية، الإمبراطورية الرومانية، الإمبراطورية العثمانية، الإمبراطورية البريطانية كلّها كانت محاورها (فينييقية، إيطاليا، تركيا، غنكلترا) تحيا وتنهض بعد انحطاط، بفضل معمراتها. فكم أصاب فينيقية وروما وإسطنبول ولندن من خور فانقذتها منه البلدان المرتبطة بها باسم الإمبراطورية الفينيقية والرومانية والعثمانية والبريطانية. فإن لبنان ذا الإشعاع الإمبراطوري، هو بحاجة، اليوم ، إلى امتداداته في العالم لإنقاذه. أمس رفعت قرطاجة عظمة فينيقية إلى ذروة المجد، فهل يصعب على مائة قرطاجة قائمة، اليوم في العالم أن تنقذ أباها لبنان؟
3 – لبنان الما وراء البحار يملك طاقات، مادية، ومعنوية، وروحية، إذا أحصيت، وجُمعت ونُظّمت تصلح أن تكون موضوع معاهدات، للمقايضة وللتبادل، تعود بالخير العميم على لبنان المقيم والمغترب في آن. من ذلك ما يقال من ان ما يملكه اللبنانيون من أرض في مختلف أنحا العالم تبلغ مساحته مساحة دولة كبيرة. ومن ذلك أيضًا أن اللبنانيين يملكون من المحطات التلفزيونية، والغذاعية، ودور النشر، والصحف، والمجلات، ومكاتب الدعاية، وغيرها ما يقدر عدّه بخمسائة مؤسسة. فإذا صح القولان، وهما صحيحان – استطاع لبنان أن يجعل من هذا مادة تفاوض كثيرة المكاسب. فضلاً عن المصانع، والمزارع، والمتاجر، التي هي في يد اللبنانيين، تصلح أن تكون هي، أيضًا، مادة تفاوض، وتعاقد، ومعاهدات.
هذا على الصعيد المادي، أما على الصعيد المعنوي – الروحي الحضاري فإن للبنان كثرة من العلماء والمفكرين، والأخبار وأساتذة الجامعات، والكتاب، والصحافيين، ورجال الأعمال، وأصحاب الثراء، والسياسيين، والعسكريين، والحكام، والمقربين من الحكام، والعظماء، لو جنّد بعضهم للخدمة لتوفر له جهاز من أكبر اجهزة الأرض لإسداء الخدمات وللتأثير في الشؤون المصيرية.
ثم هناك اعتبارات واقعية يجب أن يُنظر إليها وهي:
أ - جلاء الحقيقة التي حجبها عن عيون المغتربين التعتيم المخيّم على جالياتهم.
ب - تهدئة هلع المنتشرين للتمزق الحاصل بين أبناء العيلة الواحدة.
ج - توحيد جهود اللبنانيين في العالم، وربطها بعضها بالبعض الىخر في صفوف متوازية.
ثالثًا:
هيكلية المؤسسة
تكون لهذه المؤسسة هيكلية نابضة، سريعة التأثر وسريعة التحرك في آن. وقد رؤي أن