العواصف بل الزعازع التي تهب على لبنان منذ الس=ثالث عشر من نيسان السنة 1975 ما زالت تهب
وهي تقوى وتشتد في كل هبوب طارئ
وإنها إن ركدت يومًا فلتستعيد قواها ثم تعود فتنشط أكثر فأكثر
ولبنان في مهب العواصف والزعازع يقى هو أيضًا ويشتد وهو ما ضمن له الصمود بإباء على مدى تسعة أعوام باتت كوارثها وويلاتها لا تحصى ولا تعد وهي تتصل بآلاف السنين السابقة من الصمود والغباء
ولكن لبنان الذي يستطيع ان يصمد أبدًا في وجه اعدائه لا يستطيع أن يصمد بوجه أعدائه وأصدقائه في ىن
إن لبنان يصمد ما صمدت معه القوى التي من حقه ان يستند إليها ويرتجي منها الخير
لقد صمد في وجه الفلسطينيين ومرتزقتهم
وصمد في وجه السوريين ومرتزقاتهم
وهو يصمد اليوم في وجه الإسرائيليين
ولكنه لا يستطيع ان يصمد في وجه اوروبا وفي وجه الولايات المتحدة الأميركية
لا لأن أوروبا تشن عليه حربًا
ولا لأن الولايات المتحدة الأميركية تطلق عليه نارها
بل لأن أوروبا لا تمده بالعون المعهود
ولأن الولايات المتحدة الأميركية لا تفي معه في العهود
فالعون الأوروبي الذي كان يتوقعه لبنان هو العون الذي استحقته له
تقديماته للإنسانية والحضارة منذ اقدم العصور،
انفتاحه على المدينة الأوروبية منذ أن بدأت تتكون،
نشاطه في نقل أوروبا إلى الشرق في كل ما يملك من وسائل
إنشاؤه الجسر الذي قدر أن يكونه بين الشرق والغرب
الشهادة التي ما فتئ يؤديها للحقيقة اية كانت الظروف
التاريخ الذي ما زال ينميه بين اوروبا وبينه
ثم استحق له غيمانه بان أوروبا التي اقامت نفسها بإرادة من الله
حامية للقيم الإنسانية في العالم
لا تستطيع إلا ان تكون المدافعة عنه عندما تهدد القيم الإنسانية الجمة التي يمثل
كما انها لا تستطيع ان تتنكر لتاريخها معه
اما العون الأميركي الذي املنا به فهو
أن الولايات المتحدة الاميركية هي ظل اوروبا في العالم الجديد تستنهضها العوامل الإنسانية والاعتبارات الحضارية وتحرك زندها حقوق الإنسان كلما مس هذه الحقوق خطر.
إنها اول الجبارين القابضين على زمام الدول والشعوب وغنها هي التي تقبض على زمام الحق وحرية الشعوب اللائذة بها وعلى مصائر تلك الشعوب
إنها رات الحق في جانب لبنان
واقتنعت بصدق قضيته
وأعلنت عزمها على الدفاع عن حق لبنان وقضيته
إن كان إعلان ذلك بصراحة كلية من رأس الهرم، الرئيس رونالد ريغان إلى قاعدته، مرورًا بالخارجية الاميركية والحربية وإدارة البيت الأبيض.
وقد مشى الكونغرس بمجلسيه في تأييد الرئيس وحكومته وإدارته
ومشى الشعب الأميركي في ركابها جميعًا
وقد تضمن الغعلان وعودًا قيل غنها قطعت للرئيس اللبناني الشيخ أمين الجميّل في أثناء زياراته الثلاث لواشنطن
وإن الأسطول السادس جاء إلى الشواطئ اللبنانية يشهد على كل ذلك ويساند بالطائرات والمدافع والصواريخ ما كان يتضمنه الإعلان وترسخه الوعود
هذا فضلاً عما يحمل الولايات المتحدة على تأمين مكانتها ومصالحها في الشرق الأوسط
فلماذا لم يكن ما كان بالتوقع ان يكون؟
لا نقول إن شيئًا من المتوقع لن يحصل،
بل نثول إن المتوقع أعتوره شيئ من الذبول
فبعد ان أعلنت فرنسا بادرتها الفذة وصرحت بانها ماضية بها إلى أن تتحقق
وأخذنا نتتبعها في الطريق الصاعد فنعقد عليها الأمل
قم في الطرقات المتعرجة فتتعرج آمالنا معها
وبقينا نرافقها في الدروب حتى جفلت البادرة وتلاشت الآمال
وكانت قد نشأت قبالة البادرة الفرنسية أو بديلاً عنها بادرة السوق الأوروبية المشتركة التي ولدت كبيرة ثم راحت تتقزم
فصار من حق لبنان أن يتوقف في اندفاعه وأن ينظر ويتبصر وأن يجني من كل ذلك بعضًا من الذبول
ثمبعد أن مشت الولايات المتحدة الأميركية أشواطًا طويلة مزهرة في طريق تنفيذ ما كانا نؤمل منها وما كانت به تصرح وتعد
فشاركت جيوشها واساطيلها وطيرانها في معركة لبنان دفعًا لسيادته وحريته واستقلاله
إذ بها تأخذ في التفتيش عن مخارج لسحب جيوشها وأساطيلها وطيرانها
بعد هذا صار من حق لبنان أيضًا أن يؤخذ بالذهول وأن تذبل توقعاته وآماله
والىن بعد ان التمعت البوادر او انطفأت او تكاد
وبعد ان ترك لبنان وحده او يكاد
فاين هي الطريق
إما أن تقدم اوروبا والولايات المتحدة الأميركية العون الذي تستطيعانه فيفعل عونهما ويكون الحل المرتجى وإما أن يصر لبنان على انعقاد مؤتمر دولي يكون الجباران فيه جنبًا إلى جنب لينظر ويقرر
وإذا امتنع الامران فلا بد من أن يقلع لبنان شوكه بيده
يكون محتومًا عليه ان يعقد اتفاقًا إما مع إسرائيل التي تحتل جنوبه وغما م