لي صديق، وهو الآن بينكم لا أنفك أقول له مداعبًا: "عرفتك، منذ ثلاثين عامًا، فما كبرت إلا في العمر"
ولي صديق آخر، وهو الآن بينكم، أعرفه منذ ثلاث وثلاثين سنة كبر في كل شي إلا في العمر. إذا ما قيس عمر المرء بطاقته على العمل.
صديقي الآخر، يزداد عمله عامًا بعد عام فيزداد له شبابًا.
وإذا هو اليوم مثله في كل يوم سابق، يجدّ ، يسهر، يقلق، يتأرّق، ويطوي المسافات، في خدمة لبنان، فلا تثنيه الصعاب او يسكر لفتحٍ وانتصار.
أما صديقي الآخر، هذا فميشال أسمر، الذي أرجو أن يقبل مني، الآن، تكرارًا للمرة الألف. وفي مطلع هذا العام الأربعين – ما دام يعمل ليل نهار – محبتي، واحترامي، وإعجابي الكلي. إذ لولاه – وإني لشاهد حال – أشياء كثيرة من التي كانت كان يصعب لولاه أن تكون.
وأجدني سعيدًا، في هذه اللحظة بالذات، أن أشرك في عيدنا اليوم أخوين حبيبين كانا معنا في وضع حجر الأساس، وبقيا معنا حتى علت المداميك، وسيبقيان معنا حتى آخر نسمة: صلاح لبكي وفؤاد حداد.
فإلى أربعين جديدة، يا أخي ميشال، ترعاك عين الله، وتقود يمناه خطاك، ويضوي بالنور قلبك.
عشت للبنان.