ترك عددًا كبيرًا من التقارير التي عالج فيها مواضيع محلية وإقليمية ودولية شاملة لامست مختلف النواحي من سياسية وإخبارية وفكرية وإنسانية بالإضافة إلى عدد وافر من أدب الرحلات دوّن فيها انطباعاته ومشاهداته خلال رحلات قام بها إلى مختلف أنحاء العالم ودوله، نشرت هذه المقالات في جرائد ومجلات ودوريات محلية عدة، لاسيما في "ألجريدة" وفي "العمل" بالإضافة إلى مجلّة "الفصول اللبنانية" الفصلية، ذات المستوى العالي، التي أسسها وأصدرها في خريف 1979 وترأس تحريرها وقد جمع فيها كبار أدباء لبنان كلحد خاطر وأنيس فريحة وفؤاد افرام البستاني وجواد بولس وشارل مالك وسواهم. وحشد كبار المتمولين لدعم هذا المشروع، فجعل منها مؤسسة لبنانية تعالج قضية لبنان بكل أبعادها التاريخية والسياسية والثقافية والفكرية، بل مرجعًا لا يمكن الاستغناء عنه. أراد ان تكون كلمتها صوت الضمير الوطني في كل قضية تطرح، فخاطب فيها اللبنانيين المقيمين والمنتشرين وعزز لديهم المعرفة بلبنان وجذوره وواقعه ورسالته وخصوصيته وتاريخه وحضارته، في مسعى منه نحو ربط لبنان بأبنائه المنتشرين.
ألزم نفسه بـ "حديث الأسبوع" تناول فيه كل ما يحدث وما يقال، بمنظار الأديب الأديب، والمعلق السياسي، والنائب المسؤول، وصاحب القضية، والموجّه بل المشرف الروحي على من أوقفوا حياتهم للدفاع عن لبنان.
وفي "أحاديث الخميس" اختزن نصف قرن من الاضطلاع بالسياسة اللبنانية، انفعالاً وفعلاً، تأثرًا وتأثيرًا، إلى اختبارات متواصلة لعقلية الشعب اللبناني في مختلف طبقاته وتنوع بيئاته، ساحلاً وجبلاً، مقرونة بثقافة إنسانية تسندها معرفة تاريخية صحيحة، تتعدى حدود لبنان إلى جيرانه المشارقة، بل إلى التاريخ العالمي المقارن، وبنظرة عميقة في الفن السياسي الأصيل، ... كل هذا بتعبير إنشادي ونبرة دافئة توجت محاضراته وخطبه داخل المجلس النيابي وخارجه .
تميز باسلوب بسيط بعيد عن التعقيد، واضح الأفكار، صريح التوجه، سهل على القارئ بعباراته التي تنساب بتناغم.
إلى غزارة إنتاجه الفكري، جاءت أحاديثه الصحافية وإطلالاته الدورية على الإعلام لاسيما من خلال مؤتمراته الصحفية الأسبوعية من 1983 حتى 1989 لتضيء على الواقع اللبناني بتحولاته وحركته وتطوراته.
شاهد عيان لنصف قرن من حياة لبنان عايشه من موقع الناشط السياسي أولاً، والمفكر الوطني ثانيًا، والنائب والوزير المتنور ثالثًا، وأحد رموز القادة المسيحيين التاريخيين الكبار رابعًا.
جزء كبير من الأحداث الداخلية أبصر النور على يديه وارتسمت خطوطه بوحي منه. فهو لم يكن مجرد شاهد عيان للحدث اللبناني بل صانعه ومحوره في غالب الأحيان من خلال توليه الامانة العامة للجبهة اللبنانية.
المفكر الوطني
ساهم في إنشاء "ندوة الإثني عشر" التي انبثقت منها الندوة اللبنانية. وأسهم في إصدار "دائرة المعارف" التي تولاها د. فؤاد افرام البستاني.
خلفًا للراحل صلاح لبكي انتخب السنة 1956 رئيسًا لجمعية أهل القلم التي أبصرت النور على يديه. وقد أنشئت هذه الجمعية في منزل الراحل ميشال الأسمر مؤسس "الندوة اللبنانية" ومنظم محاضراتها. وكانت الغاية من إنشائها تعريف بعض أهل القلم إلى بعضهم الآخر وجمعهم في مؤسسة يكون لهم فيها كيان مستقل يتمكن من القيام بمهامه الإنسانية والوطنية بالتعاون مع الكيانات الأخرى فيؤدون من هم مدعوون إليه خدمة المجتمع اللبناني أرقى خدمة ويحسّنون أحوالهم ويضاعفون إنتاجهم ويطوّرون معارفهم.
إدوار حنين وبدايات الحرب اللبنانية
هُجِّرَ من بلدته كفرشيما ومنطقته مع اندلاع المعارك، وأُقفل منزله الذي كان موئلاً لكل اللبنانيين على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم.
مع احتراق منزله في بدايات الحرب خسر يومياته ومذكراته ومخطوطاته ومكتبه وتذكارات كان يحتفظ بها من أصدقائه وأسفاره.
إدوار حنين السياسي
ارتبطت السياسة بشخصه. وكانت دقة المرحلة تحتاج إلى حكمته وخبرته وعلاقاته وفكره.