برز في ميدان السياسة، يؤمن بلبنان إيمانه بالله، وبديمومة لبنان وطن الإنسان المحب الآمن المثال لسائر الأوطان.
حياته السياسية بدأت مع حزب الكتلة الوطنية. انتسب إليه السنة 1946 وصار أمينًا عامًا له في 1955 واستمرّ حتى 1976.
أشرف على إعداد نشرة الحزب الرسمية الدورية الصادرة عن مفوضية الدعاية.
في 7 أيلول 1976 شارك مع عدد من رفاقه في وضع نقاط لميثاق جديد انبثقت منه "الجبهة اللبنانية" التي تمحورت السياسة حول حركتها.
انتفض على الاحتلالات ورفض التجاوزات وامتعض من الشخصانية.
كانت له اليد الطولى في إنشاء الحلف الثلاثي بين الكتائب اللبنانية وحزب الوطنيين الأحرار وحزب الكتلة الوطنية في 1968 وفي إطلاق الجبهة اللبنانية عشية انتقال الرئيس سليمان فرنجية من بعبدا إلى الكفور في 1976. وبعد انضمامه إلى "الجبهة اللبنانية" اختير أمينًا عامًا لها.
في 23 كانون الأول 1980 كان في عداد المجتمعين في دير عوكر وواضعي البيان الذي نادى بلبنان الثابت خلال العصور والذي يأبى أن يندمج في أي كيان آخر أو ينعت بغير ذاته وهو دولة حرة سيدة مستقلة. هم لبنان الأول ضمان الحريات الفردية والجماعية لأبنائه ولكل مؤسساته وهو ضرورة ذاتية وعربية وشرق اوسطية وعالمية وفي جوهر كيانه متأصل في الحضارة العالمية الإنسانية الواحدة.
نادى بتحييد لبنان من أخطار أربعة:
- قطع لبنان من جذوره المتأصلة والمتواصلة في التاريخ،
- قطع صلة لبنان الحميمة بالحضارة الإنسانية العالمية الواحدة،
- قطع تفاعل لبنان الخلاّق مع محيطه العربي ومحيطه الشرق أوسطي،
- قطع صلات لبنان العضوية الحيّة مع أبنائه المنتشرين في العالم.
آمن بان لبنان مبني على تعددية الأديان والطوائف والمذاهب والثقافات والمجتمعات. ورأى في الحرب اللبنانية حرب الغرباء في لبنان لإضعاف بنيته وتذويب كيانه.
انتفض على السياسة التقليدية الرجعية. وناضل في سبيل السيادة والاستقلال والتحرر. كان معارضًا بلا حدود وواقعيًا إلى أقصى الحدود.
في مفهومه، التحرر لا ينتهي عند حدود اندحار الجيوش الأجنبية والدول المغتصبة، بل أيضًا يشمل تطهير العقلية القيادية داخل الدولة. بحيث يناضل الشعب من أجل التحرر من استبداد الحكام وفسادهم.
في 8/10/1987 استقال من الجبهة اللبنانية بعد أن بات "كطائر يغرد خارج سربه" كما جاء في كتاب الاستقالة.
في السنة 1989، شارك في مؤتمر الطائف، ووقع الاتفاق المعروف بوثيقة الوفاق الوطني.
إدوار حنين النائب
بعد عشرين عامًا من ممارسته الصحافة والمحاماة ووقوفه خطيبًا ومحاضرًا في بيروت وزحلة وصيدا وطرابلس والنبطية وفي مدائن الجبل والشمال وإهدن وبشمزين وفي اجتماعات عامة وفي حفلات مدرسية واحتفالات تكريم وفي مآتم وأعراس، رشّحته الكتلة الوطنية إلى الانتخابات النيابية. سانده الرئيس كميل شمعون وكان رئيسًا للجمهورية، فانتخب في العام 1957 نائبًا عن دائرة بعبدا - المتن الجنوبي والأعلى للمرة الأولى وبقي نائبًا حتى وفاته.
وفي السنة 1972 ترشح مجددًا في وجه مرشحي حزبي الكتائب والأحرار وفي وجه فتور واجهه من حزب الكتلة الوطنية لكنه وفّق بنجاح فائق ما دل على أن الناخبين جدّدوا له لشخصه وآدميته ونشاطه النيابي اللافت وحضوره الإيجابي في المجلس.